لا تتعلق بشيء كي لا تتألم عند فقده
لا تتعلق بشيء، كي لا يتسلل الألم إلى قلبك حين يأخذ القدر منك ما اعتقدت أنه لك. كُن كالغيم، عابرًا بلا جذور، تتغير شكله مع الرياح، لا يمكث طويلاً في مكان واحد، ولا يحمل في طياته شيئًا يدوم. لا تُمسك بيد الوقت، فهو يمضي كالماء بين الأصابع، ولا تحاول أن تحتفظ بلحظة، فاللحظات كالأسراب، تذهب دون استئذان.
عش على حافة الحياة، حيث لا ترسو القلوب ولا تسكن الأماني، حيث كل شيء يأتي ويذهب، كالموجة التي تنكسر ثم تتلاشى. هناك، لن تتألم عند الفقد، لأنك تعلم أن لا شيء يستحق أن يُمسك به إلى الأبد.
وحين تتأمل من بعيد، تدرك أن الجمال يكمن في العبور، في تلك اللحظات العابرة التي لا تُلزمك بشيء. كزهرة تنبت على حافة الطريق، لا تنتظر مَن يقطفها ولا تخشى الذبول، تعطي عبيرها لكل من يمر، ثم تذوي برفقٍ دون ضجيج. إنها حكمة الطبيعة التي تُعلّمك أن التعلق هو الجذر الأول للألم، وأن الحرية تأتي حين تترك الأشياء ترحل كما جاءت، بلا شغفٍ للتملك أو رغبة في الاحتفاظ.
تتعلم أن القوة الحقيقية ليست في التمسك، بل في القدرة على السماح للأشياء أن تتدفق من حياتك كما النهر، بلا أسف ولا ندم. ففي الفراق، قد تجد بداية جديدة، وفي اللاشيء، ربما تكمن أعمق المعاني.