أقنعة على مسرح الحياة
لكلِّ منا دورٌ يكره أن يؤديه، مشهدٌ فُرض عليه في مسرحية الحياة، وسط أضواء لا ترحم وأعين لا تغمض. نقف، نرتدي الأقنعة، نردد الحوارات التي لم نكتبها، ونبتسم حين يتطلب النص ذلك، رغم الألم الذي يتسلل إلى أعماقنا.
ذلك الدور الذي نكرهه ليس مجرد مشهد عابر، بل اختبارٌ لقدرتنا على التحمّل، مرآةٌ تعكس ما لا نريد أن نراه. قد يكون دور الجاني في قصة لم نختر الإجرام فيها، أو الصامت في مواجهة صخب الظلم، أو المتنازل عن حقه في لحظة ضعفٍ مؤقتة.
لكن الأدوار المكروهة ليست عبثًا؛ إنها أشواك الطريق التي تعلمنا كيف ننزف لننمو، كيف نغضب لنثور، وكيف نسقط لننهض. هي الأجزاء غير المحببة من القصة، ولكنها ما يجعل الحكاية تستحق أن تُروى.
فل نؤدِّ أدوارنا، حتى تلك التي نكرهها، بصدقٍ يجعلها أقل قسوة، وبإيمانٍ أنها، مهما طالت، مجرد فصل في رواية طويلة، نهايتها دائمًا بيد الكاتب الأعظم.