الشرّ: لقاء عابر لا يقصدك
الشرُّ لا يُطاردك لأنه اختارك، ولا يستهدفك لأنك استثنائيٌّ في وجودك. الشرُّ أشبه برياحٍ عابرة، تمرُّ كيفما شاءت، تصطدم بما تصادفه دون أن تنظر إلى وجهك أو تقرأ اسمك. قد تكون في طريقه صدفة، دون تخطيطٍ مسبق، مثل ورقةٍ هائمة في مهبّ الريح.
لكنه حين يقترب منك، قد يُهيئ لك أنّ الكون قد تآمر عليك وأنه لا مفرّ من قبضته. في الحقيقة، هو لا يعرفك، ولا يعنيه إن كنت قوياً أم ضعيفاً، سعيداً أم بائساً. هو يمارس وجوده كما تمارس أنت حياتك. لكن القوة الحقيقية تكمن في إدراكك لهذه الحقيقة:
أن الشر ليس عدوك الشخصي. هو اختبارٌ عابر، وفرصةٌ لتُعيد صياغة ذاتك، لتصقل قلبك بحكمةٍ أعمق، ولتقف على قدميك وأنت أكثر إيماناً بقدرتك على المضيِّ قُدماً. إن صادفك الشرُّ، لا تلتفت كثيراً لتُفسِّر وجوده، بل انظر كيف تعبر من خلاله دون أن تنكسر.
فالرياح التي تقتلع الأغصان الهشَّة، هي ذاتها التي تُعلِّم الجذوع القوية كيف تبقى ثابتة.