الناس... لماذا كل هذا السوء؟
أقف متأملًا في وجوههم، وأتساءل: كيف يمتلئ القلب بالشر دون أن ينزف؟ كيف يصير اللسان سهمًا مسمومًا، والكلمة خنجرًا يغرس في أعماق الروح؟ الناس... كأنهم نسوا تلك اللحظات الهشة التي تجمعنا، نسوا أن كل واحد منهم يحمل داخله جرحًا يئن، يحمل ألمًا يشتعل بين ضلوعه.
أتساءل: لماذا نختار القسوة بدلًا من الرحمة؟ لماذا نرفع السيوف بدلًا من الأيدي الممدودة؟ يبدو أن الحقد يذيب الإنسانية ببطء، وأن اللامبالاة تُطفئ نور الطيبة في النفوس.
ربما السوء يتنكر في ثياب الخوف. ربما كل هذه القسوة ما هي إلا ستار يخفي ضعفًا لا نريد لأحد أن يراه. نخاف أن ننكشف، أن نبدو هشين، فنقسو لنحمي أنفسنا، ولكن في تلك القسوة، نفقد أجزاءً منا، نفقد الحب والود، نفقد لحظات من السكينة.
وما الحزن إلا انعكاسٌ لكل هذا. فالسوء ليس في الطبيعة، بل في الاختيار. يمكن أن نكون أفضل، يمكن أن نمسك بيد الآخر بدلاً من طعنه. العالم ليس مكانًا قاسيًا إلا بقدر ما نصنعه نحن بأيدينا.