Image
مجرد بوح - مدونة شخصية
الرئيسية
الرئيسية
من انا
من انا
نصوص
نصوص
متجر
متجر
اتصل بي
اتصل بي
Dec 11, 2024 02:06:35 PM

الإنسانية المفقودة

في زحمة الحياة وضجيج المدن، يبدو أن الإنسانية قد انسلّت من بين أيدينا كما يتسلل الضوء من شقوق الأبواب المغلقة. نعيش في عالم مزدحم بالأصوات والصور، ولكن قلوبنا صامتة، وأرواحنا تبحث عن شيء قد لا يعود.

 

أين ذهبت تلك اللمسات البسيطة التي كانت تُضفي دفئًا على الحياة؟ لم تعد العيون تتلاقى بتلك البراءة التي كانت تُحدّث عن ألف قصة من الحب والتراحم. استبدلتها شاشات الهواتف التي تسرق منا لحظاتنا الأثمن، وتتركنا أسرى لعالم رقمي فارغ.

 

كنا نسير على طرق الحياة نحمل معنا القيم والمبادئ، كأننا سفراء للإنسانية في هذا العالم. كنا ننحني للمسن، نواسي الحزين، ونبتسم للغريب. أما الآن، فقد أصبحنا غرباء حتى عن أنفسنا.

 

ما الذي أطفأ ذلك النور في قلوبنا؟ هل هي الحروب التي أكلت أحلام البسطاء، أم الأزمات التي جعلت الجميع يركض خلف لقمة العيش؟ أم أننا نحن من تناسينا إنسانيتنا في سبيل راحة مؤقتة؟

 

الإنسانية ليست كلمة تُقال، بل فعل يُعاش. هي اليد التي تمتد لتمسح دمعة طفل، والكتف الذي يُسند عليه الحائر رأسه، والقلب الذي ينبض بحب لا يعرف الحدود.

 

ربما فقدنا الإنسانية، ولكن الأمل لا يزال موجودًا. يمكننا أن نجدها في عيون طفل يضحك ببراءة، أو في يد عجوز تزرع شجرة، أو في كلمة طيبة تخرج من قلب صادق.

 

إن استعادة الإنسانية ليست مهمة صعبة، لكنها تتطلب منا شجاعة لمواجهة أنفسنا، وقرارًا بأن نكون نورًا لمن حولنا. فلنبحث عنها في أعماقنا، ولنعيدها إلى عالمنا قبل أن يفقدها تمامًا.

 

Imageمجرد بوح - مدونة شخصية
الرئيسيةمن انانصوصمتجراتصل بي
Privacy Policy
Terms & Conditions
© Copyright 2024, All Rights Reserved by مجرد بوح - مدونة شخصية