Oct 27, 2012 01:19:32 PM
الحرية لا تعني الرحيل.. قد تعني البقاء أيضاً
في ثنايا الروح حكايات وأغنيات تحكي عن الحرية، تلك الكلمة العظيمة التي غالبًا ما تُرسم في مخيلاتنا كطائر ينفلت من قفصه ليحلق في الأفق الرحب. لكن، هل فكرنا يومًا أن الحرية قد تكون أيضًا في الاختيار بين الرحيل والبقاء؟
الحرية ليست مجرد انعتاق من سجن ظاهر أو محسوس، بل هي قدرة الروح على الاختيار، الاختيار بكل إرادة ووعي. في البقاء، قد تكمن حرية أعظم من حرية الرحيل. فالبقاء اختيار، قد يكون اختيارًا لمواجهة الصعاب، لتحمل المسؤوليات، لصون العهود، أو للتضحية من أجل مبدأ أو حب.
أليس من الحرية أن تقف صامدًا في وجه التحديات، متجذرًا بأعماق أرضك، محتضنًا لثقافتك وهويتك وما تؤمن به؟ أليس من الحرية أن تختار البقاء في مكان تشعر فيه بأنك تملك شيئًا يستحق الدفاع عنه، حتى وإن كان العالم كله يدعوك للرحيل؟
إن الحرية في البقاء هي تلك الشجاعة الكامنة في قلب من يعرف قيمة ما يملك، ويعي جيدًا أن الرحيل قد يكون هروبًا، وأن الاستسلام أسهل كثيرًا من الكفاح. هي تلك الشجاعة التي تجعل من الإنسان حارسًا لمعبده الداخلي، مُعليًا لواء الوفاء للمكان والزمان الذي اختار أن ينتمي إليه.
فلنعد تعريفنا للحرية، لتصبح ليست فقط حق الرحيل ولكن أيضًا حق البقاء. لتكن حريتنا في اختيارنا العميق والصادق للمكان الذي نقرر فيه أن نزرع جذورنا، ونغني أغانينا، ونبني أحلامنا. الحرية هي ذلك الفضاء الرحب الذي يتسع للرحيل والبقاء، للتحليق والتجذر، ولكل الطرق التي تقودنا إلى معرفة أنفسنا والعالم بشكل أعمق وأكثر صدقًا.