Image
مجرد بوح - مدونة شخصية
الرئيسية
الرئيسية
من انا
من انا
نصوص
نصوص
متجر
متجر
اتصل بي
اتصل بي

Aug 28, 2024 03:06:21 PM

ندم عابر 

الندمُ شعورٌ مُرهف يتسلل إلى الروح كنسمة باردة في ليلٍ طويل، يبدأ هادئًا، يكاد يكون غير محسوس، لكنه يتعمّق تدريجيًا حتى يصير نارًا هادئة تلتهم القلب من الداخل. هو أشبه بعناقٍ ثقيلٍ من الماضي، يأخذك من الحاضر ويُعيدك إلى لحظةٍ قديمة، حيث كان بوسعك أن تفعل شيئًا مختلفًا، أن تتخذ قرارًا آخر، أو أن تقول كلمة لم تقلها.

 

في لحظات الندم، يتوقف الزمن، وتُصبح الذكريات واضحة وضوح الشمس، كل تفصيل، كل كلمة، كل نظرة، تظهر أمامك وكأنها تحدث الآن. تشعر بالخيبة من نفسك، من ضعفك أو من قسوتك. تتساءل: كيف سمحت لنفسي أن أكون هكذا؟ كيف تركت الفرصة تفلت مني؟

 

لكن الندم ليس مجرد ألم، إنه درس، إنه تذكير بأن الإنسان ليس معصومًا عن الخطأ. إنه جسر بين ما كنّا عليه وما نصبو إلى أن نكونه. قد يكون قاسيًا، لكنه يحمل في طياته دعوة صامتة للتغيير، لأن نكون أفضل، لأن نحاول مرة أخرى، ولو في عالمٍ جديد، ولو في وقتٍ آخر.

 

الندم، في النهاية، ليس نهاية الطريق، بل هو بداية تفكر، بداية بحث عن الصفح والغفران، عن السلام مع النفس، وعن الأمل في غدٍ أكثر لطفًا.

Imageمجرد بوح - مدونة شخصية
الرئيسيةمن انانصوصمتجراتصل بي
Privacy Policy
Terms & Conditions
© Copyright 2024, All Rights Reserved by مجرد بوح - مدونة شخصية