FEB 29/02/2024 10:38:41 AM
جنازة الضمير
جنازة الضمير
في زوايا المدينة المظلمة، حيث تتلاشى الألوان وتختنق الأصوات، اجتمعت الأرواح لتشهد جنازة الضمير. كان المشهد قاتمًا، والغيوم تكتنف السماء كأنها تعكس حزن القلوب.
تقدم النعش البسيط، محمولًا على أكتاف الندم، بينما كانت العيون تدمع من فقدان شيء ثمين. كان الضمير، ذلك الصوت الخافت الذي يهمس في آذاننا بالحق، قد غاب عن عالمنا. ترك خلفه فراغًا عميقًا، كفقدان نجم في سماء مظلمة.
تحدث الحضور بصوت منخفض، يتبادلون الذكريات عن لحظات الشجاعة والتضحية التي عاشها الضمير. كيف كان يدافع عن الحق في زمن الفساد، وكيف كان يحث القلوب على النقاء. لكن مع مرور الزمن، تبددت تلك القيم، وبدأت الأفعال تتجرد من المعاني.
وفي ختام الجنازة، أُقيمت صلاة الغائب على روح الضمير. كانت الكلمات تُلقى كأنها تعويذة لإعادة إحياء ما ضاع. لكن هل يمكن أن يعود ما فقدناه؟ أم أن جنازة الضمير هي بداية لعصر جديد من اللامبالاة؟
تلاشت الأضواء شيئًا فشيئًا، وبدأ الحضور في الانصراف، لكن صدى صوت الضمير ظل يتردد في الأذهان: "هل سنستطيع أن نعيد الحياة إلى القيم التي فقدناها؟ أم سنبقى نعيش في ظلال الفقدان؟"
وهكذا، انتهت مراسم الجنازة، لكن السؤال ظل معلقًا في الهواء: هل يمكن للضمير أن يُبعث من جديد؟