من لا يحبك كما أنت
من لا يحبك كما أنت، لا يحبك أبدًا.
من يرى فيك عيوبًا تستحق التغيير، ولا يلمح في عثراتك شظايا نورك، لا يعرف حقًا جمالك.
الحب ليس قيدًا يُقيّد روحك، ولا قالبًا تُسحق داخله لتناسب صورة في ذهن أحدهم.
الحب هو مساحة واسعة من القبول، حيث تكون أنت كما أنت، دون رتوش، دون أقنعة، ودون خوف.
من لا يحبك كما أنت، يبحث فيك عن نسخة من نفسه، عن صورة مثالية لا تمت لواقعك بصلة.
يريدك مُطيعًا، طاهرًا من الأخطاء، نقيًا من التجارب التي رسمت على وجهك خرائط التعب، وعلى قلبك بصمات الحياة.
لكن، هل هذا حب؟ أم هو إسقاطٌ لرغبات عابرة على شخصٍ تظنه ملكك؟
الحب الحقيقي هو أن يراك أحدهم في فوضاك، في انكسارك، في لحظات ضعفك، ويظل يقول: “هذا هو الشخص الذي أريده بجانبي.”
هو أن يحبوا حزنك بقدر حبهم لفرحك، أن يحتضنوا زلاتك كما يحتفون بنجاحاتك.
من لا يحبك كما أنت، لا يستحق البقاء في صفحات حكايتك.
فالحياة قصيرة، والأرواح أثمن من أن تُهدَر على أولئك الذين لا يعرفون كيف يحبون ببساطة.