كُن قنوعًا
كن قنوعًا... ليس لأن الحياة دائمًا سهلة، ولكن لأن الرضا هو الوطن الآمن الذي لا تُزعزعه عواصف التغيير.
كن قنوعًا حين تنظر إلى السماء فلا ترى نجمة قريبة، فبعض الأحلام خُلق ليكون بعيدًا، ليضيء طريقك ولو من المسافة. كن قنوعًا حين تمتد يداك لجني ثمارٍ أقل مما تمنيت، لأنك لا تعرف أن هناك من يقف تحت ظل شجرتك ينتظر ثمرة واحدة تُحيي روحه.
القناعة ليست استسلامًا، بل هي ترويض للروح، تدريب لها لتتوقف عن الجري خلف الأفق المجهول، وتعود لتحتفي بالذي بين يديها الآن. إنها فن العثور على السعادة فيما تمتلك، بدلاً من استنزاف نفسك فيما تفتقد.
كن قنوعًا لأنه في كل شيء صغير نعمة، وفي كل عثرة درس، وفي كل تأخير حكمة لا نستوعبها إلا لاحقًا. تأمل النملة وهي تحمل فوق كتفيها أضعاف جسدها، لكنها لا تسأل عن جبال أخرى لتتسلقها. تأمل القمر، لا يُنكر النقص الذي يصيبه كل شهر، ويضيء رغم أنه ليس مكتملًا.
لكن لا تخطئ الظن، القناعة ليست أن تُقتل أحلامك، أو أن تخنع لألمك. القناعة أن تبني جسرًا بين حلمك وواقعك، أن ترى الجمال حتى في الصورة الناقصة.
كُن قنوعًا... وابحث عن السعادة في كوب قهوة دافئ، في كلمات بسيطة من صديق، في لحظة هادئة بينك وبين ذاتك. لأن القناعة ليست قرار القلب فقط، بل هي عين ترى النور وسط الظلال.
كن قنوعًا، لأن الرضا هو أعظم ثروة لن تهزمها زوال الأيام.